هل تعتبر محادثات WhatsApp دليلاً في المحكمة

نظرًا لأننا نعيش حاليًا في عالم وسائل التواصل الاجتماعي، فإن التكنولوجيا تتدخل في كل تفاصيل حياتنا، وأصبحت وسائل التواصل الاجتماعي أمرًا مهمًا حيث نعيش ونتواصل من خلاله إلى حد كبير، لكن المحادثات بين الناس أصبحت أيضًا أدلة موثوقة في المحكمة.

هذه هي العبارة الأكثر شهرة الآن، “سأرسل لك تفاصيل Whatsapp.” تعتبر عبارة شائعة، حيث يتم استخدام WhatsApp بشكل متكرر على الإنترنت مقارنة بأي منصات اتصال إلكترونية أخرى، ومع الزيادة المستمرة في استخدام تطبيق المراسلة WhatsApp في الروتين اليومي للأغلبية، بدأ الكثير من الناس في السؤال إذا كان من الممكن استخدام هذه الرسائل كدليل مكتوب أمام المحكمة، حسنًا، يؤكد كبار المحامين على سبيل المثال في دبي قبول رسائل WhatsApp في محاكم الإمارات العربية المتحدة.

أصالة الرسائل في رسائل WhatsApp في الإثبات

وفقًا للمادة 138 من نظام الإجراءات السعودي، فإن الكتابة، التي يتم فيها تقييد الأدلة في صحيفة رسمية أو عادية، هي الصحيفة الرسمية التي يثبت فيها موظف عمومي أو مسؤول عن خدمة عامة ما فعله أو تلقيه من هؤلاء. وفقا للشروط النظامية وفي حدود صلاحياته، يجب أن تكون الورقة عادية موقعة بتوقيع أو ختم أو بصمة الشخص الذي صدرت منه.

الأدلة الرقمية في القضاء السعودي

على الرغم من أن الأدلة الرقمية لا تُستخدم حاليًا على نطاق واسع أو تُقدم كدليل للمحاكم، فإننا نتوقع المزيد من الاعتماد من قبل الأطراف في التقاضي على الأدلة الإلكترونية والرقمية جنبًا إلى جنب مع المزيد من القبول من قبل المحاكم للنظر المهني والأصيل، عند إنشاء الدليل رقميًا و إلكتروني، يجب أن يتم إنشاؤه بموافقة الأطراف المعنية، والحفاظ عليه بنزاهة وبطريقة يمكن تحديد المنشئ، وإلا فإن مثل هذه الأدلة الرقمية أو الإلكترونية قد تتعرض لخطر عدم المقبولية في المحكمة.

يعرّف قانون الأدلة أيضًا “الدليل الرقمي” على أنه أي دليل يأتي من أي بيانات يتم إنشاؤها أو إصدارها أو تسليمها أو حفظها أو نقلها بالوسائل الرقمية السائدة حاليًا، والتي يمكن استرجاعها أو الحصول عليها إلكترونيًا وفقًا للأدلة يتمتع الدليل القانوني أو الرقمي أو الإلكتروني بقوة الأدلة المكتوبة (أو المادية).

من المنطقي أن يتم إنشاء الأدلة الرقمية والإلكترونية من قبل السلطات العامة أو الأفراد. ومع ذلك، إذا لم يتم إنشاء مثل هذه الأدلة الرقمية أو الإلكترونية، التي يتم تقديمها إلى المحكمة، من قبل سلطة عامة، فلن يعتبرها القاضي دليلاً من قبل القاضي إلا في ثلاث مناسبات، على النحو التالي

  • إذا تم إنشاؤه وفقًا لقانون حماية البيانات الشخصية وقانون التجارة الإلكترونية.
  • إذا كانت مشتقة من وسيط رقمي مذكور في الاتفاقية التي نشأ عنها النزاع.
  • إذا كانت مشتقة من وسيط رقمي، فقد يتم اعتمادها أو استخدامها من قبل عامة الناس (أي منصة إلكترونية متاحة لعامة الناس).

رسائل الواتس اب في القضاء

من خلال تحليل بعض القضايا التي أخذت فيها المحاكم الموقرة محادثات WhatsApp في الاعتبار كدليل يمكننا بسهولة أن نستنتج أن طبيعة محادثات WhatsApp هي في الغالب دليل ثانوي لأنه عادةً ما يتم إنتاج نسخ ورقية فقط من محادثات WhatsApp أمام المحكمة، و يعتبر القاعدة الأساسية قانون الأدلة وفيما يتعلق بقبول أي “سجل إلكتروني” كدليل هو أنه يجب تقديمه في الشكل الأولي للأدلة أو يجب إثبات المستند بالأدلة الأولية، ويمكن التركيز بشكل كبير على الطبيعة الأولية للأدلة. أنشأت بعض المحاكم أيضًا الضوابط التالية لرسائل WhatsApp

  • يجب استخدام الكمبيوتر أو الهاتف المحمول الذي تم إنتاج المعلومات المعنية منه بانتظام خلال تلك الفترة الزمنية ومن قبل الشخص الذي يتمتع بالسيطرة القانونية على هذا الكمبيوتر.
  • كانت المعلومات المعنية في الفترة المذكورة بحيث كانت منتظمة وعادية في مثل هذا النشاط.
  • يجب أن يعمل الكمبيوتر بشكل صحيح خلال الفترة ذات الصلة ؛ يجب أن تكون المعلومات في النسخة المكررة التي يتم تقديمها إلى المحكمة هي نفسها الموجودة في السجل الإلكتروني الأصلي.

تعرف على الدليل الرقمي في المملكة العربية السعودية

تؤخذ الأدلة الرقمية بعين الاعتبار كدليل في المحكمة السعودية، عندما يتم تقييمها حسب قوتها وتأثيرها. قد يكون الدليل الرقمي قويًا لدرجة تغيير مسار القضية، أو ضعيفًا وعديم الفائدة وعديم الفائدة. يتضمن الدليل الرقمي أربعة أقسام تأخذ في الاعتبار النتائج التي تم الحصول عليها. مرسلة من الجهات المختصة.

  • قسم الكاميرات في التصوير.
  • قسم فحص الكاميرات.
  • قسم فحص الهواتف المحمولة.
  • فحص الأجهزة سواء أكانت مكتبيّة أم محمولة.

تطورات النظام القانوني في المملكة العربية السعودية

تشمل التطورات التي تحدث حاليًا في النظام القانوني داخل المملكة العربية السعودية إصدار قوانين مشفرة في مختلف المجالات القانونية للحد من الاستقلالية ضمن الشريعة الإسلامية (التي لم يتم ترميزها)، ونتيجة لذلك أصبح من الضروري أيضًا تطوير النظام القضائي ليتوافق مع احتياجات العالم الرقمي الحالي، بما في ذلك الاعتماد بشكل أكبر على الأدلة الرقمية والإلكترونية، وبما أن الكثير من التفاعلات تجري الآن داخل العالم الافتراضي، فقد صدرت قوانين سعودية حديثة لتوفير إطار لتقديم الأدلة الإلكترونية أو الرقمية، والذي يوفر للأطراف الدخول في مستندات إثبات غير موجودة في شكل مادي.

حتى وقت قريب، لم يكن قانون الأدلة المشفر متاحًا في المملكة العربية السعودية، وبناءً عليه، تمت مناقشة هذا الموضوع في تشريعات متعددة، بما في ذلك قانون الإجراءات المدنية وقانون المحاكم التجارية ولائحته التنفيذية، وفي ديسمبر 2023 تم تقنين نظام الأدلة في المملكة العربية السعودية، والذي صدر بموجب قرار مجلس الوزراء رقم 283 بتاريخ 24/5/1445 هـ، الموافق 28 ديسمبر 2023، والذي سيدخل حيز التنفيذ في 23 يونيو 2023 (القانون). ) ومن ثم يُلغى هذا القانون ويستبدل بالفصول التي تناقش الأدلة في القوانين والأنظمة المتعددة المذكورة في هذا الشأن، وتدوين الأحكام المتعلقة بالأدلة بشكل فعال وعرضها على القضاء.

قرار بشأن مقبولية الأدلة الرقمية في المملكة

في ضوء التطورات السريعة والواسعة في عالم اليوم والاعتماد المتزايد على التكنولوجيا والوسائل الرقمية، ركزت وزارة العدل السعودية، قبل إصدار قانون الإثبات، على أهمية الأدلة الرقمية والإلكترونية. لذلك أصدرت المحكمة العليا السعودية قرارها رقم 34 بتاريخ 24/04/1439 هـ الموافق 11 يناير 2023 (“القرار”) بشأن قبول الأدلة الرقمية كأداة للإثبات، وقد ينص القرار على أن يعتبر الدليل أداة إثبات أو دليل طالما أنه واضح من أي شك، ولكن مع هذا، فإن قابليته للتنفيذ كأداة إثبات تختلف حسب الحالة ووقائعها.

قانون حماية البيانات الشخصية السعودي

بالإضافة إلى ما ذكرناه، ينص قانون حماية البيانات الشخصية على أنه عند تقييم موثوقية أي معاملة إلكترونية، بما في ذلك الأدلة الرقمية أو الإلكترونية، يجب مراعاة عدة عناصر، بما في ذلك طريقة إنشاء أو تخزين أو توصيل سجل إلكتروني و إمكانية التعديل، وكذلك طريقة الحفظ. بمعنى آخر، ستنظر المحكمة التي تتعامل مع القضية في الحصول على الدليل الرقمي الذي يتم توفيره لها، من أجل تحديد ما إذا كانت ستقبله أم لا.

ال