قال تعالى “وجعلنا من الماء كل شيء حي”. يعتبر الماء العصب وروح الحياة على سطح الأرض. بل هو العنصر الذي يميز الأرض عن باقي الكواكب ويجعلها مكانًا صالحًا للحياة. تحتاج النباتات إلى الماء من أجل عملية التمثيل الضوئي، والتي تقوم عليها جميع عمليات البناء والنمو في النبات، وبدونها تصبح الغابة صحراء قاحلة ومعدمة، وتحتاج الكائنات الحية الدقيقة إلى الماء لأن أكثر من تسعين بالمائة من الخلية الحية هي الماء، ومنه يتشكل السيوسول، هذا الوسط السائل الذي يسبح فيه. تختلف عضيات الخلية، وبدونها تجف الخلية وتتوقف هذه العضيات عن العمل وتموت الخلية. وبالمثل، فإن جميع الحيوانات من جميع الأنواع والبيئات التي تعيش فيها تحتاج حتى إلى الحد الأدنى من المياه للقيام بعملياتها الحيوية المختلفة. من أجل استمرارية العمليات الحيوية وكذلك لاستمرارية الحياة، فهو ضروري داخل الجسم وخارجه، للطبخ والتنظيف والصناعة وغيرها الكثير، ولهذا السبب الماء ثروة طبيعية مهمة، وهو محط تركيز الاهتمام بالحفاظ عليها وتوفيرها، ومن بين العمليات المهمة التي نحتاجها لتوفير مياه الشرب، عملية تقطير الماء. يُعرف التقطير علميًا بأنه عملية فصل المواد بالحرارة. في جهاز تقطير الماء، يتبخر الماء بالحرارة، ثم يتكثف بالبرد ويتجمع.

وصف جهاز تقطير الماء

يتكون الماء من جزأين رئيسيين مع مجموعة من الوصلات وهما

1- خزان التبخير.

2- خزان التكثيف.

تتم عملية التقطير بالطرق والخطوات التالية _

أولاً يتم ضخ الماء العسر في خزان المبخر، والماء العسر هو مصطلح يطلق على مياه البحر أو المياه الملوثة.

ثانياً تعرض الماء لدرجة حرارة بحيث تكون درجة حرارة المصدر أعلى من درجة غليان الماء بقصد تبخيره. يتم على مرحلتين ..

1- رفع درجة حرارة الخزان من درجات الغلاف الجوي إلى درجة غليان الماء وهي 100 درجة مئوية، ونحتاج إلى سعرة حرارية واحدة لرفع درجة حرارة لتر واحد من الماء بدرجة واحدة. لذا إذا كانت درجة حرارة الهواء 20، فنحن بحاجة إلى 80 سعرة حرارية لرفعها إلى درجة الغليان

2- تثبيت درجة الحرارة عند 100 حتى يتبخر الماء وهذه الحرارة المطلوبة للتبخر تسمى الحرارة الكامنة ونحتاج في هذه المرحلة إلى 450 كيلو كالوري.

ثالثا بخار الماء الناتج نقي أي يتكون من جزيئات الماء فقط وهو في حالة غازية وهذا البخار بعد العملية السابقة يرتفع ويتنقل عبر الأنابيب الخاصة ليصل إلى المكثف.

رابعاً درجة حرارة المكثف منخفضة مما يؤدي إلى تكثف البخار، ولدينا ماء نقي ومعقم.

في هذا الجهاز، يتم إهدار كل الحرارة المستخدمة في عملية التبخر في عملية التكثيف.

يوجد في الجزء السفلي من خزان التبخير أيضًا ممر للمياه المالحة، والتي سيتم استخدامها لاحقًا لإنتاج الملح

تستخدم هذه الطريقة في المستشفيات والسفن الصغيرة والمختبرات

هذه الطريقة بالرغم من بساطتها في الأجهزة المتطورة تسمح بالحصول على مياه معقمة ونظيفة وخالية من الشوائب