يعتبر الحاسوب من أهم أدوات العصر، حيث يدخل اليوم في أدق تفاصيل حياة الإنسان. لقد حان للإنسان أن يعتمد عليها حتى في إجراء عمليات جراحية خطيرة ومعقدة بدلاً من ذلك. وعن وسائل إدخال البيانات، فهذه المزايا مكنت الشخص من أن يكون قادراً على استخدامها في كافة المجالات.
يعد الكمبيوتر اختراعًا تراكميًا، بمعنى أن المعرفة التي أدت إلى الوصول إليه بالشكل الحالي هي معرفة تراكمية تطورت عبر عصور وأزمنة مختلفة، ولكن ميزة اختراعه، مثل معرفة ما هو عليه الآن، كانت نصيب الإنسان المعاصر في القرن العشرين حيث شهد الحاسب نقلة نوعية في هذا القرن. شيء رائع أصبح من أهم الأدوات الإنسانية.
في الماضي كان الناس يقومون بالحسابات يدويًا وعقليًا دون استخدام أية أدوات، حتى تم اختراع الآلة الحاسبة التحليلية في عام ألف وثمانمائة وخمسة وثلاثين ميلاديًا، عندما اخترع تشارلز باباج هذه الآلة. بدأت الآلة الحاسبة في التطور شيئًا فشيئًا حتى دخل الإنسان عصر الكمبيوتر بشكله الجديد.
اخترع المهندس أيكن جهاز كمبيوتر في عام ألف وتسعمائة وأربعة وأربعين ميلاديًا، حيث كان كمبيوتر أيكن هذا يعتمد على نظام ميكانيكي وكهربائي في نفس الوقت، ولم يكن جهازًا إلكترونيًا كما تعلم ما هو هو اليوم، وكان له وظائف محدودة للغاية، بالإضافة إلى أنه كان بحجم القاعة بأكملها، وبعد هذا الكمبيوتر، بدأت أجيال من أجهزة الكمبيوتر في الظهور والتطور.
كان جيل الكمبيوتر الأول في الفترة ما بين عام ألف وتسعمائة وواحد وخمسين وسنة ألف وتسعمائة وسبعة وخمسين. خلال هذه الفترة، تم إنتاج الجهاز المعروف باسم UNIVAC، كما تم استخدامه لأغراض محددة. استخدم هذا الجيل من أجهزة الكمبيوتر تقنية الصمامات الفراغية، وهي عبارة عن أنابيب مصنوعة من الزجاج يمكنها توصيل وإيقاف التيار الكهربائي دون أدنى حاجة لإدخال تقنيات ميكانيكية إلى الكمبيوتر. كان لهذا الكمبيوتر عدة عيوب منها السرعة البطيئة والحجم الكبير والحاجة إلى التسخين قبل بدء العمل عليه واستهلاك كبير للكهرباء. وزن الكتلة وصعوبة الدخول.
بعد ذلك جاءت أجهزة الكمبيوتر في جيلها الثاني الذي امتد بين عام ألف وتسعمائة وتسعة وخمسين، وسنة ألف وتسعمائة وخمسة وستين، وفي هذا الجيل تم استبدال الصمامات الفراغية بالترانزستورات، مما أدى إلى لتجنب عدد كبير من عيوب الكمبيوتر UNVAC، والترانزستور هو أساس الأدوات الإلكترونية الحديثة، حيث يسمح الترانزستور بالمرور في اتجاه واحد ويمنعه من المرور في اتجاه آخر.
أما الجيل الثالث فكان بين سنة ألف وتسعمائة وخمسة وستين وسنة ألف وتسعمائة وسبعين. مشعب كهربائي آخر.
بينما ظهر الجيل الرابع في سبعينيات القرن العشرين حيث تميز باستخدام دوائر LSI والشرائح الرفيعة والمعالجات الدقيقة. كما شهد هذا الجيل ظهور الذاكرة العشوائية، بالإضافة إلى ظهور الكمبيوتر المكتبي بالشكل الذي نعرفه اليوم.
أخيرًا، الجيل الخامس من الأجيال هو الجيل الذي ظهر بعد عام ألف وتسعمائة وخمسة وثمانين، والذي يتميز بذكاء كبير، وأحجام صغيرة، وإمكانية استخدامه في العديد من التطبيقات، والعديد من الميزات الأخرى.