الإعلام هو وسيلة الاتصال بين المجتمعات، وبين الناس في جميع أنحاء العالم. أساس الإعلام هو الاتصال والتواصل وإرسال خبر معين إلى الجانب الآخر.

عمل الإنسان في جميع أنواع التواصل منذ العصور القديمة، ساعيًا إلى التواصل مع أقرانه، ثم مع المحيط الذي يعيش فيه، ثم مع كل من يمكنه الوصول إليهم في حدود عالمه.

كان الحديث المباشر هو الوسيلة الأولى للتواصل، وكان الحديث بين آدم وحواء عليهما السلام وسيلتهما للتواصل، ثم تطور الإنسان وتشكلت الجماعات والقبائل، وانتشروا في مناطق متفرقة، وتواصلوا مع الحمام الزاجل. والطبول وغيرها، وكل ما تحمله هذه الوسائط كان أخبارًا من جانب إلى آخر. ثانيا.

تطورت وسائل الإعلام شيئًا فشيئًا مع تطور الوسائل التي تقوم عليها. مع ظهور الورق بدأت الرسائل الإعلامية بالانتشار، ومع انتشار الجرائد بدأت تظهر المجلات الإعلامية التي تنقل أخبار الدولة، أو أخبار الطبقة الحاكمة في ذلك الوقت، ثم ظهرت الصحف في الدول الغربية، من أهمها لندن وفرنسا. لعبت وسائل الإعلام دورًا رئيسيًا في الثورة الفرنسية، حيث عرضت التغطية الصحفية في الصحف أحداث وأحداث أكبر الثورات في العالم.

كان تأثير ونتائج الصحف في ذلك الوقت عظيمًا، حيث أزالت الحكومات والقادة من مناصبهم، تمامًا كما تفعل ثورة الإعلام اليوم.

والإعلام يتطور مع ظهور الإلكترونيات بكافة أنواعها، من الإذاعة والتلفزيون، وحتى تطور القنوات الفضائية. وزاد انتشار الإعلام، وأصبح يخاطب شريحة أكبر، ويأخذ أشكالاً أوسع، فظهور التليفزيون لم يلغ الإذاعة أو الصحف، وبالتالي أصبحت مساحة الإعلام في الحياة أكبر من سابقتها، وبعد ظهور الإنترنت، أصبح الإعلام قوة عظمى، وأنا أسميها القوة الرابعة، بسبب هيمنتها على أفكار الناس وتوجهاتهم، حيث يمكن للإعلام أن يكون قوة في يد الحكومة بصلاحياتها الثلاث، أو يمكن أن تكون قوة في أيدي الآخرين، وهذا ما رأيناه في السنوات الماضية من السلطة، الإنترنت والشبكات التواصل الاجتماعي في الإطاحة بالرؤساء والحكومات، وفي تنصيب حكومات أخرى.

تكمن أهمية وفائدة الإعلام في جودة الخطاب الموجه وقوة الموجة التي يعمل عليها الإعلام. إذا كان خطاب رئيس وزراء دولة ما قويا وزلزاليا، لكنه يعرض على قناة محلية، فإن وسائل الإعلام في هذا الصدد عديمة الجدوى ومضيعة للطاقات.

وكما نرى تعدد القنوات الفضائية في العالم، مع الانتشار الهائل للإعلام، لم يعد يقتصر على الأخبار والأحداث، رغم اتساع دائرة الأحداث في هذا العصر، بل هناك قنوات وقنوات دينية مخصصة للأطفال، قنوات مخصصة للطعام، قنوات إخبارية بجميع اللغات، والعديد من القنوات الترفيهية، وهذا يجعل الإعلام يتغلغل في الحياة ويثبت نفسه أكثر، فإذا كان هناك تغيير يطمح إليه أحد فعليه التوجه إلى الإعلام، ومن خلالها سيتحقق هدفه.

وبالتالي لا أحد ينكر أهمية الإعلام وفائدته، ولا يمكن لأحد أن يلغي وجوده أو وجود صرح إعلامي معين.