في ظل الثورة التكنولوجية التي تمر بها مجتمعاتنا، أصبح الناس غير قادرين على مواكبة العديد من هذه التطورات المتسارعة بسرعة، واستحوذ قطاع الاتصالات على نصيب الأسد من هذه التطورات، حيث نرى كل يوم أجهزة جديدة وذكية مثل الهواتف الخلوية وأجهزة الكمبيوتر المتطورة التي أثرت الحياة الحديثة من خلال الدعم التقني والتكنولوجي الذي توفره لأنماط مختلفة من النشاط البشري. بعد أن كان الانتهاء من العمل يستغرق وقتًا طويلاً وجهدًا كبيرًا، جعلت التكنولوجيا عالمنا المعاصر قرية صغيرة يتواصل فيها الجميع من خلال واجهة محددة على شاشة الكمبيوتر، ومن خلال المواقع الاجتماعية. مما سهل على الناس التواصل مع بعضهم البعض بطريقة سهلة، ومن أشهر هذه المواقع موقع فيسبوك الشهير الذي غزا العالم ليدخل كل منزل، حتى كان لدى معظم الناس من جميع الأعمار حسابات لهم على هذا الموقع الذي مكنهم لاحقًا من التواصل مع الآخرين بغض النظر عن بُعدهم. على سبيل المثال، قد يتواصل شخص في أقصى جنوب إفريقيا مع شخص آخر يعيش في دولة في شمال آسيا، ويسمح فيسبوك للمشتركين الذين لديهم حسابات بإمكانية مشاركة ملفات مختلفة مثل الصور والكتابات وغيرها بطريقة سريعة، كما تتيح إمكانية التحدث المباشر كتابةً وشفهيًا مع الناس لبعضهم البعض، وقد ساهم موقع Facebook بمئات الآلاف من الصفحات من خلال تزويد الأشخاص بمعلومات مفيدة وحتى أخبار عاجلة ينقلها الأشخاص حول أوضاعهم السياسية و الاقتصادي، والفيسبوك قدموا مساهمة جادة ومؤثرة في إشعال الثورات العربية التي أطلق عليها ثورات الربيع العربي.

لاشك أن الفيسبوك كما له إيجابيات له سلبيات، كما أن هذا الموقع له تأثير غريب على انشغال الناس وإدمانهم عليه لاحتوائه على العديد من الصفحات والأخبار المتنوعة، ولكي يتخلص منه الشخص. إدمان هذا الموقع له من خلال تحديد الأولويات في حياته، حيث يخصص لكل شيء وقته، وللعبادة والذكر وقتهم، وللتسلية بما سمح الله بوقته، تمامًا كما أن وجود الإرادة القوية يجعل الإنسان قادرًا على تحديد حان الوقت لإغلاق صفحة الفيسبوك والخروج منها، كما يجب على الشخص أن يدرك خطورة بعض المواقع الاجتماعية ودورها في تخريب عقول الشباب وتشتيت انتباههم عن عقيدتهم.